
اشتهر محاربو سبرطة منذ فترة طويلة ببراعتهم العسكرية ومثابرتهم، وذلك بفضل معركة تيرموبيلاي التي دارت رحاها عام 480 ق.م ، حيث بقيت فيها قوة صغيرة من الجنود المتقشفين للقتال حتى الموت ضد جيش فارسي أكبر بكثير. وحتى اليوم، تحضر في الأذهان صورة المقاتل الماهر اللائق، الذي لا يهاب الألم والخوف، عند ذكر كلمة إسبرطي أو سبرطة
يشرح كيمبرلي دي رايتر، الأستاذ المشارك في التاريخ القديم والعصور الوسطى في جامعة ستيتسون: “كان لدى الدويلات الأخرى جيوش رائعة، لكن تم التعرف على سبرطة من قبل معظم الناس على أنها الأفضل”
لكن كيف أصبح الأسبرطيون مذهلين للغاية؟ كان أحد العوامل هو أجوج، وهو نظام تعليمي وتدريبي كان متبع بالدويلات اليونانية، والذي استخدم فيه أساليب قاسية ومتطرفة لإعداد الأولاد ليكونوا مواطنين وجنودًا متقشفين
كتب المؤرخ الكندي الراحل مارك جولدن: “كان الهدف من الأجوج هو غرس الفضائل العسكرية وهي القوة والتحمل والتضامن. لكنها أنجزت كل ذلك بتكلفة كبيرة، من خلال تحويل طفولة الطفل الذكر الاسبرطي إلى ما يمكن اعتباره اليوم تجربة مؤلمة
وفقًا للمؤرخ اليوناني القديم بلوتارخ، الذي جاء في الرقن الرابع الميلادي أي بعد ذروة سبرطة بعد قرون، بدأ الاسبرطيون في تطوير الجنود بعد وقت قصير من الولادة، عندما تم تعريف شيوخ سبرطة للطفل بأنه طفل ذكر، يُسْمح للأطفال “جيدي البنية” بالعيش، في حين يُتْرك أولئك الذين اعتبروا غير صحيين أو مشوهين عند سفح الجبل ليموتوا
المصدر
www.history.com